كيف تساعد التكنولوجيا المؤسسات على النمو لمواكبة المستقبل
Amazing technological development for an advanced position among nations. A reality whose effects are reflected on the nuances of the whole of humanity. As time goes by, technology advances and the challenges that the human mind seeks to surmount grow.
The path to leadership requires keeping pace with the spirit of the times. In the uncertainty that the world is experiencing today and the challenges we face, forward thinking to shape the future has become a priority for governments and an important skill for government leaders. The UAE's government in 2016 launched the Strategy for the Future, which aims to seize opportunities in various sectors whether in energy and transportation, food and security, or education and health.
Today, we are predicting and shaping the future of these sectors at the state level. أعتقد أننا نعيش في عصر تعمل فيه التكنولوجيا بشكل متزايد على تسريع وتيرة الأعمال التي نقوم بها عادة في المجتمع البشري. في الغالب يمكننا تعريف "العمل" في رأيي بتقسيمه إلى فئات، أو بطرح التساؤل: هل نعيش لنعمل أم نعمل لنعيش.
عندما نفكر في الأعمال الذي نزاولها كل يوم، أشعر أن الكثير منا وفي كثير من الأحيان يقومون بأعمال تكرارية وآلية ومتخصصة للغاية. أعتقد من هذا المنطلق أن الأشخاص الذين يشغلون مثل هذه الوظائف بحاجة إلى القلق بشأن مستقبل حيث يبدأ فيه الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي سريعاً في أن يحل محلنا في القيام بمثل هذه الأعمال التي نزاولها عادةً. Digital leadership, in my opinion, must possess a mindset that is best described as an 'inquisitive mindset'. Digital leadership is one that works to enable and develop people, equipping them with advanced digital skills. نحن نبحث عن مطورين ومبرمجين وعلماء ومهندسين ليأتوا إلى هنا ليكونوا "عاملين في مجال المعرفة" ويساعدونا في بناء وترسيخ اقتصاد قائم على المعرفة هنا في الإمارات العربية المتحدة. نحن نعمل في مجال معرفي، كما ذكرت سابقاً، أو بالأحرى في مجال إبداعي.
هذه الوظيفة، في الوقت الحالي، آمنة أكثر من الأعمال الأخرى التي نقوم بها ذات الطابع الأكثر آلية أو تكرارية. Estimates and statistics show that artificial intelligence can contribute 14 percent of the UAE's GDP or the UAE economy by 2030, or the equivalent of $96 billion. The UAE was one of the first countries in the world to announce an artificial intelligence strategy in 2017 and create an ecosystem that attracts global talent and start-ups as well as major corporations to have a presence in the UAE. أعتقد أن الدور الذي يجب أن نلعبه الآن كبشر هو أن نسبق هذه الآلات في تفكيرنا. من ناحية، نحن نقوم بتدريب الآلات والإشراف عليها. نحن نجعلها أفضل وأفضل في إعانتنا ومساعدتنا والقيام بالأعمال نيابة عنا، بل وحتى أن تحل محلنا في أداء أعمال نؤديها اليوم ولم نعد نريد القيام بها.
ولكن، في النهاية، هذا الاختراع ذو الحدّين المسمى بـ"الذكاء الاصطناعي" قد يلحق بنا. سيتمتع الذكاء الاصطناعي في النهاية بالذكاء والقدرة الإدراكية اللازمين ليكون قادراً على التفكير بمفرده، وعندها سنواجه منافسة حقيقية ستشكل تحدياً لنا حتى في مجال الإبداع. Also among the important challenges is the alignment of legislation, policies and laws with the rapid technological changes and the challenges we face. For example, we now need legislation and laws that govern and work towards creating 'responsible AI' that is impartial, fair, and human-centred. أعتقد أن الحل هو أن نكون دائماً متقدمين بخطوة عن اختراعنا هذا، ألا وهو اختراع الذكاء الاصطناعي، وأن ندرك إلى أين يتجه الذكاء الاصطناعي، وأن نستمر في اكتشاف مقاصد جديدة لنا كبشر. In the name of Allah, Most Gracious, Most Merciful.
Your Highness Sheikh Mohamed bin Zayed Al Nahyan, Crown Prince of Abu Dhabi and Deputy Supreme Commander of the UAE Armed Forces. Your Highnesses Sheikhs, Your Excellencies, distinguished guests, may the peace, blessings, and mercy of Allah be upon you. Allow me first to introduce myself. My name is Khalifa AlQama, Head of Labs at the Dubai Future Foundation. It is a great honour to introduce today's speaker, Mr. Salim Ismail,
researcher, writer, and founder of ExO Works. During today's Majlis, Mr. Ismail will be sharing with us the secret behind the success of rapid-growth organisations, in particular their working environments, and how we can capitalise on these insights. Kindly note that the lecture will be in English. You may use headphones for simultaneous translation. Allow me now to continue my part in English.
أصحاب السمو، أصحاب المعالي، الضيوف الكرام. يسرني أن أقدّم سليم إسماعيل، المتحدث في مجلس اليوم. هو مؤلّف كتاب "الشركات مُتسارعة النمو"، وهو من الكتب الأكثر مبيعًا حول العالم حول كيفية تنمية الشركات مع مواكبة وتيرة التطوّرات التكنولوجية. مع مواكبة وتيرة التطوّرات التكنولوجية. هو خبير استراتيجي في مجال الشركات والتكنولوجيا لدى عدد من أكبر الشركات في العالم. سليم المدير التنفيذي المؤسس لجامعة التفرد وسبق أن ترأس قسم الابتكار لدى شركة ياهو.
هو عضو في مجلس إدارة مؤسسة إكس برايز حالياً. سليم حائز على شهادة في الفيزياء النظرية وهو مقيم حالياً في ميامي. رجاءً انضموا إلي في الترحيب بسليم للبدء بهذه المحاضرة. شكراً جزيلاً! أهلاً بالجميع ورمضان كريم. شكراً لحضوركم اليوم. سأناقش اليوم التطوّرات التي يشهدها العالم وسأفسّر أسس التحوّلات التي نشهدها اليوم. والنقطة الأهم التي سنناقشها هي كيفية الاستجابة إلى هذه التحوّلات.
كيف تتكيّف مع هذا العالم الجديد؟ نحن نشهد تغيرات جذرية تطرأ على عالمنا، كما شهدنا مدى تقلب التغيرات في ظلّ انتشار الوباء العالمي. نحن نشهد أكبر التحولات على مستوى البشرية، ولعلّها أكبر التحولات في التاريخ. كيف نتعامل مع هذه التحوّلات؟ وسأبدأ بهذا الرسم البياني من إعداد راي كيرزول. استند إلى قانون مور الذي يشتمل على فكرة مضاعفة أداء السعر الحسابي، وعاد بالزمن إلى العام 1900، واستنتج بأن قدرة الحوسبة تتضاعف منذ أكثر من 100 سنة، قبل تنبؤ غوردون مور بذلك بكثير. وبعد رؤية هذه البيانات والمنحنى، طرح السؤال التالي: ما السبب الذي يجعل هذا المنحنى في منتهى السلاسة وقابل للتوقع؟ كما يدرك الجميع شهدنا حروباً وفترات ركود عديدة في السنوات ال100 الماضية، كما شهدنا فترات تطور وتراجع على مستوى الصناعة. وبالتالي نتوقع رؤية تقلّبات حادّة من حيث شكل سوق الأسهم.
لكننا، بالعكس، نرى هذا التقدّم المتوقع جداً والثابت، ما يسبب الحيرة. أمضى راي 10 سنوات في إجراء أبحاث عن هذا الموضوع وتوصّل إلى الاستنتاج الجوهري التالي: بمجرّد أن تسلّح أي مجال أو تكنولوجيا أو قطاع أو فئة منتجات بتكنولوجيا المعلومات وتتشكل خاصية دفق المعلومات على مستوى هذه المجالات أو القطاعات، يبدأ أداء السعر بالتضاعف. والنقطة الأهم، والتي يصعب علينا فهمها، هي بمجرد أن يبدأ نمط التضاعف هذا، تراه يستمر بلا توقّف. والسبب هو، على الرغم من الابتكارات التكنولوجية العديدة على مستوى الحوسبة، ومنها أنابيب التفريغ والمرحلات وأجهزة الراديو والدارات المتكاملة، لقد وصلنا إلى أقصى حدود ابتكار تكنولوجي واحد، وبالتالي حين يكون لديك بيئة تستند إلى المعلومات يبدأ عامل آخر بالتحكّم بالمنحنى دائماً. وبالتالي نحن على وشك الوصول إلى نهاية دورة حياة الدارات المتكاملة.
فها هي حرارة الرقائق ترتفع جداً على مستوى السطح وانخفضت سماكة الأسلاك إلى ما بين 2 و4 نانومتر. ولكن أصبح لدينا مجموعة كبيرة من الابتكارات التكنولوجية الجاهزة للارتقاء بهذا القطاع ومنها الحوسبة الضوئية وتصميم الرقائق الثلاثي الأبعاد والحوسبة الكمية، وهي مجالات تتطلب تفسيراً موسّعاً وبالتالي لن أناقش هذه التفاصيل. أكتفي بقول أننا على أبواب عالم الحوسبة اللامتناهية والتخزين اللامتناهي. وهذا النموذج في طور التغلغل في كافة مجالات التكنولوجيا والقطاعات الأخرى. ما دفع ببيتر ديماندس إلى تأليف كتاب "أباندنس" أي الوفرة، حيث يوضّح أنه من خلال استخدام التكنولوجيا في كافة هذه المجالات المختلفة ننتقل من الندرة إلى الوفرة في مجموعة كبيرة من المجالات كالتعليم والمياه النظيفة والرعاية الصحية والطاقة في حوالي عقد من الزمن.
تخيّلوا هكذا عالم! ومن خصائص التكنولوجيا الأساسية هي أنها تنقل عنصر ما من الندرة إلى الوفرة. هذه طبيعة التكنولوجيا الجوهرية. ونرى عشرات الابتكارات التكنولوجية تتقدّم بشكل سريع حالياً. بيتر هو مؤسس مؤسسة إكس برايز، التي يعرفها الكثير منكم، وهي تقدّم جوائز عامة كبيرة جداً تتمحور حول المجالات التي تشهد إخفاقات. انضممت إلى مجلس إدارة هذه المؤسسة منذ بضع سنوات، وهو مجلس فريد من نوعه بالفعل. حيث يبدأ كل اجتماع للمجلس بسؤال عما فعله إيلون ماسك مؤخراً لننتقل بعدها إلى النشاطات الاعتيادية.
سر قوة هذه المؤسسة هو أننا استنتجنا بأنه حين نقدم جائزة بقيمة 10 ملايين دولار، يتم إنفاق 15 ضعف هذا المبلغ على البحث والتطوير. وبالتالي جمعنا 10 ملايين دولار لجائزة سبايس إكس من مؤسسة إكس برايز، ولكن تم إنفاق 150 مليون دولار من قبل كافة الفرق التي تسعى إلى الفوز بالجائزة. وأصبح لدينا الآن قطاع بقيمة تريليوني دولار في مجال الفضاء، وهو ما لم يكن موجوداً من قبل.
وبالتالي نعلن عن جوائز ذات صلة بمجالات متعثرة ومجالات تفتقر إلى الجهود الحكومية اللازمة. سبق وسمعتم نبذة عن خبرتي المهنية. الخبرة المكتسبة من خلال عملي لدى ياهو أساسية جداً، حيث أنها أساس جزء كبير من طريقة تفكيري اليوم.
عملت كمدير قسم الابتكار لدى ياهو وتعلّمت درساً هاماً وهو حين تجرب تطبيق أي عامل تغيير جذري على مستوى مؤسسة كبيرة، يهاجمك الجهاز المناعي، حيث أن كافة شركاتنا تبنى على أسس مقاومة التغيير والمخاطرة. والجمع بين هذه الأسس والابتكار الخلاق والجذري مشكلة معقّدة جداً، حيث نرى كافة الشركات الكبيرة حول العالم تعاني صعوبات على هذا المستوى. نحن نبذل جهود في مجال ابتكار الأدوات اللازمة لتحقيق ذلك، ما شكّل جزئياً دافعاً لتأليف الكتاب. يكمن التحدي في عدم قدرة أدمغتنا على رؤية النمو المتسارع الحالي من منظور إدراكي. فكافة تجاربنا التعليمية والتدريبية، ناهيك عن حدسنا، فيما يتعلّق بالعالم حولنا يعلّمنا الاستقراء الخطي. وأحد الأسباب التي تملأني بالحماس فيما يتعلق بالإمارات العربية المتحدة هو البيئة هنا، حيث يتم التدريب على أضعاف مضاعفة من النمو.
وهو أمر مذهل حيث أنه إذا ما تمت المحافظة على هذه العقلية، يكون بإمكانكم التفوّق على الجميع وهذا ما ثبت بالطبع حتى الآن. يكمن سحر عالم التكنولوجيا الحالي في توفر عشرات الابتكارات التكنولوجية التي تعمل على نمط التضاعف هذا، وهو ما يشكّل واقعاً فريداً في التاريخ البشري. لم تشهد أي مرحلة من التاريخ تسارع نمو أكثر من ابتكار تكنولوجي واحد، ولم نشهد تقدّم عدد كبير من الابتكارات التكنولوجية في الوقت نفسه تقدّماً شرساً. على سبيل المثال، ها هو أداء سعر الطائرات بلا طيار يتضاعف كل 9 أشهر. وهي سرعة يتضاعف بها دماغ الإنسان سنوياً.
وبالتالي إذا ما أضفت طبقة من الحلول على هذه التكنولوجيا، يتقدّم الحلّ متبعاً نمط التضاعف الكامن نفسه، وهذا هو سبب وجود الكثير من عوامل التغيير الجذري الحالية. وكل تلك العوامل تدفع بالعالم نحو أربع ديناميكيات أساسية، أوّلها واضح جداً، وهو إضفاء الطابع الرقمي على العالم بسرعة كبيرة. فلم تعد ذاكرتنا جزءاً من دماغنا، بل أصبحت موجودة في هواتفنا الذكية. كافة علاقاتنا وعمليات التواصل بيننا رقمية. فكلّما زاد مستوى الرقمنة كلما زاد التغيير الجذري.
وأفضل مثال تجسد هذا الواقع هو عملية التصوير. قد يكون بعضكم قد شهد التصوير الفوتوغرافي التقليدي باستخدام الفيلم، حيث كان يتم الاعتماد على نموذج الندرة المتمثّل بصورة كيميائية مادية، على فيلم. بناءً على نموذج الندرة هذا، تعمل الشركات وتستند نماذج أعمال كثيرة إلى هذا النموذج. ولكن بالانتقال إلى التصوير الرقمي، تكتشف ثلاثة أمور مشوّقة جداً. أولاً، لا تكاليف هامشية، وهو واقع مذهل، حيث كلفة صورة أو 1000 صورة هي نفسها. والنتيجة تغييرات جذرية هذا المجال.
فها نحن اليوم باستخدام هواتفنا نلتقط صوراً أكثر بمليارات المرات مقارنة بالسابق. والواقع الثالث مهم جداً وإن كان غير ملحوظ نسبياً، وبخاصة من منظور تجاري، وهو تغيير مجال المشكلة. في حالة التصوير الفوتوغرافي التقليدي، تكمن المشكلة الأساسية في محاولة التقاط أفضل الصور، حيث لا بد من دفع بعض الدراهم لمعالجة فيلم. هناك كاميرات مكلفة ودورات تدريبية حول التصوير الفوتوغرافي.
نعلّم الناس على التعامل مع هذه الندرة وننشر كتباً في هذا المجال. عند الانتقال إلى النموذج الرقمي، تختفي هذه المشكلة وأي مشاكل أخرى، وتختفي معها نماذج الأعمال تلك. فيما أصبح التحدي على مستوى التصوير الفوتوغرافي وجود 8 نسخ من الصور على 10 خدمات مختلفة، لكن من الصعب العثور على أي منها. لننتقل من مشكلة العثور على المصدر إلى مشكلة في عملية الفرز. النقطة الأهم هي أن نماذج الأعمال القديمة تلك اختفت كلياً.
وبالتالي، نستنتج أن الرقمنة تقتضي نماذج أعمال جديدة للعمل في هذا العالم؛ بما فيها نماذج الاشتراك المدفوع ونماذج الاشتراك المجاني والنماذج الإعلانية وما شابه. نحن نشهد عمليات التحول هذه في كافة مجالات التكنولوجيا. ونعالج الآن مشاكل القطاعات، واحدًا تلو الآخر، التي انتقلت من نموذج الشح أو الندرة إلى نموذج الوفرة. والسبب هو أنه في ظل بيئة تستند إلى المعلومات يصبح بإمكانك تطبيق الذكاء الاصطناعي والحوسبة والنمذجة والمحاكاة وما إلى ذلك. أمضيت بضع دقائق لدى أدنوك أعاين شرائح عرض وتحليل بيانات التطوّرات التي تحدث، والأمر مذهل من حيث العمق.
وينطبق هذا الأمر على الكثير من المجالات التي سأتناول احدها الآن. مثال، الزراعة العمودية التي تشهد تحوّلات هائلة، حيث أننا حولنا الزراعة إلى تكنولوجيا وها هو أداء السعر يتضاعف بسرعة كبيرة. يتحول الأمر إلى تحقيق الجدوى الكاملة. ولعل أفضل مثال حسابي هو التالي: إذا ما حولنا 35 ناطحة سحاب في منهاتن إلى مزارع عمودية، نضمن تغذية مستدامة للمدينة بأسرها. وبالتالي، في سياق الأمن الغذائي، عوضاً عن تخصيص ملايين الهكتارات للزراعة الأفقية حول العالم، بإمكاننا اعتماد هذا الحل وتغيير المعادلة جذرياً. والنتيجة قدرة صمود أكبر بكثير لنظمنا العالمية.
وتجدر الإشارة إلى أن الزراعة العمودية تساهم في توفير 99% من المياه المستخدمة عادةً، حيث أن 70% من المياه العذبة تستخدم للزراعة حالياً. وبالتالي يقدّم هذا الحلّ فرصاً واعدة جداً لمناطق مثل الشرق الأوسط. هذه مقاربتنا التقليدية للزراعة العمودية.
هذا صعب جداً ولا بد من تجنبه حيث أمكن. إليكم مثال حديث يثير دهشتي. يعتمد في أستراليا نظام زراعة يعتمد على الطاقة الشمسية لتحلية المياه ومن ثم تتم الزراعة. ويصل الإنتاج إلى 17,000 طن من الطماطم سنوياً من دون أي تكلفة من حيث الطاقة، حيث بإمكانهم استخدام نظام دائري للقيام بذلك.
ومن المذهل أن هذا النوع من الحلول أصبح ممكناً حول العالم. هل أحاول مواكبة كل ذلك؟ لدينا العديد من الأمثلة عن ذلك. اختبرت قيادة سيارة تسلا منذ بضع سنوات من تورونتو إلى ميامي وكنت أتوقف عند محطات الشحن.
كانت السيارة ذاتية القيادة لحوالي 35% من الوقت. كنت أتوقف وأضغط زر القيادة الذاتية الخ. ومن ثم حدث أمر مشوق. بعد 18 شهراً، قدت سيارة تسلا وحاولت التذاكي في طريق العودة والحد من المرات التي أتوقف فيها.
وهنا المذهل في الأمر، في المرة الأولى كانت القيادة ذاتية لحوالي 35% من الوقت في طريق العودة. بعد مرور 18 شهراً، السيارة نفسها وأجهزة الاستشعار نفسها سمحت باستخدام القيادة الذاتية لـ 80% من الوقت. هذا الواقع يعكس نتاج التحسن في البيانات والتحليلات ويعني أنه تم تخطيط الطرقات باستخدام سيارات أكثر. يجسّد هذا المثال قانون مور على أرض الواقع. وهذا واقع عميق، وأمر أعمق في طور الحدوث عند التفكير في الأمر، ركبت هذه السيارة، وهي عبارة عن مقطورة قطار من الدرجة الأولى، وقد تولّت المركبة نقلي عبر البلد لـ 80% من الوقت بشكل ذاتي. وحيث أن محطات الشحن التي تتوافق مع طراز المركبة المشار إليها مجانية الخدمة، لم تكلفني الرحلة التي تمتد على مسافة 2500 كيلومتر أي شيء. رحلة مجانية. أليس كذلك؟ عند السفر ذهاباً وإياباً، غالباً ما أقول لزوجتي سافري جواً وأنا سأركب السيارة.
تمييز رائع أسميه لحظة جوتنبرج (أي نقطة تغيير فاصلة). في القرن الخامس عشر، وصلت الآلة الطابعة التي أحدثت تغيراً جذرياً في العالم من خلال إضفاء الطابع الديمقراطي على الطباعة. والنتيجة هو الإرث الأدبي الذي نعرفه اليوم. الطاقة الشمسية نقطة فاصلة أخرى، أليس كذلك؟ الذكاء الاصطناعي يغير العالم. سلسلة الكتل (بلوك تشين) تحدث تغييرات جذرية في العالم.
كريسبر مثال آخر. ها نحن نشهد حوالي 20 نقطة فاصلة تحدث أمامنا في الوقت عينه، ولم يسبق أن شهدنا هذا العدد الكبير من التحولات تحدث في نفس الوقت. كنا نشهد تحولاً واحداً من هذا النوع كلّ قرن وها هي هذه التحولات كلها تحدث اليوم.
والنتيجة تغيرات جذرية هائلة على مستوى مؤسساتنا، أليس كذلك؟ صممت الديمقراطية بما يسمح باتخاذ قرارات خلال فترة طويلة من الوقت بما يسمح للناس بالتصويت وفهم ما يحدث حولهم وبالتالي اتخاذ القرار الصحيح. إلا أننا اليوم بحاجة لاتخاذ القرارات بمنتهى السرعة. ولكن آلية الاستقلاب الخاصة بالديمقراطية غير مناسبة.
تعاني كافة الأنظمة الديمقراطية في العالم ضغوطات كبيرة. كانت عائلتي منخرطة إلى حد بعيد في حركة الاستقلال الهندية. ولكن الفوضى تسود الهند وتسود البرازيل أليس كذلك؟ انهارت المملكة المتحدة منذ 3 سنوات وها هي الولايات المتحدة تنهار أمام أعيننا الآن. كيف يمكن تحديث هذه المشكلة ومعالجتها؟ الأمر نفسه بالنسبة إلى العملات الورقية والعملات المشفرة. وأفضل مثال على الدمار المؤسساتي هو الزواج، حيث أنه اتضح أنه تم اختراع الزواج كمؤسسة اجتماعية منذ حوالي 9000 سنة. كان متوسط مدى الحياة الافتراضي آنذاك حوالي 23 سنة.
وبالتالي كان المرء يتزوج وينجب الأولاد ومن ثم يموت. ما يعني أنه لم يتم تصميم الزواج ليدوم 50 أو 60 أو 70 سنة. أليس كذلك؟ يساورنا القلق حول معدلات الطلاق والضغوطات والزواج، ولكن الزواج ابتكر في عصر لم يعد موجوداً. نحن على وشك مضاعفة مدى الحياة البشرية خلال عقد من الزمان أو نحوه. كيف يمكن تطوير مؤسسة الزواج والعلاقات في ظل هذه المؤسسة حيث يكون مدى الحياة طويلاً جداً مقارنة بالفترة التي ابتكر فيها؟ ونحن نلمس هذه الضغوطات في كافة هذه الأنظمة، هي ضغوطات هائلة ولكنها تحمل في طياتها فرصاً هائلة، حيث بإمكان أي شخص قادر على فهم الطريقة التي نصمم بها أنظمتنا ومؤسساتنا للمستقبل أن يقود العالم. ويسرني فعلاً سماع أخبار الإنجازات التي تحققها الإمارات العربية المتحدة والمنطقة بشكل عام من حيث تصميم مؤسسات تناسب المستقبل. أمر مذهل بالفعل.
من الناحية الاقتصادية، نحن نشهد موجة هائلة من تحرير استخدام العملات نتيجة لتغير استثنائي في تاريخ الحياة البشرية. غالباً ما تكون الابتكارات التكنولوجية الجديدة مكلفة جداً ووحدها المختبرات الحكومية أو الشركات الضخمة قادرة على ابتكار منتجات وخدمات جديدة. ولكن للمرة الأولى في التاريخ البشري، الابتكارات التكنولوجية المتقدمة زهيدة الثمن. سلسلة الكتل مجانية ومفتوحة المصدر، وهي تسمح للجميع بالابتكار بقوة مذهلة.
ها هو سعر تسلسل الحمض النووي ينهار. ها هو سعر الطاقة الشمسية ينهار. ها هي أسعار أجهزة الاستشعار والطائرات بلا طيار تنخفض انخفاضاً كبيراً. كانت كل عملية إطلاق مكوك فضائي تكلّف حوالي 600 مليون دولار أميركي. بعد 15 سنة، نجح برنامج سبايس إكس في خفض هذه الكلفة 10 مرات إلى 60 مليون دولار، كلفة عملية إطلاق صاروخ سبايس إكس.
هذا هو التحول الثوري في صناعة الفضاء بما في ذلك الطباعة الثلاثية الأبعاد ومحركات الصواريخ. والهدف خفض التكلفة إلى 6 ملايين دولار، ما يمثل انخفاضاً بمعدل 100 ضعف من حيث التكاليف في خلال فترة تتراوح بين الـ 20 وال25 سنة. هذا يعني تحولًا جذريًا لا يصدق في مجال الفضاء، مع المزيد من الاختبارات وما شابه. أبعاد كثيرة تتصل بهذا المجال.
لا بد لكم من قراءة كتاب يدعى "ذي برايس أوف تومورو" أو "سعر الغد". عند إنشاء أنظمة النقد الورقي، لم يؤخذ بعين الاعتبار طبيعة التكنولوجية الانكماشية ما نتج عنه الضغوطات التي يواجهها العالم اليوم. إن العملات المشفرة والبتكوين وسلسلة الكتل مجرد أدوات تحوّط لتخطي الصعوبات التي تواجهها أنظمة النقد الورقي.
وهذا هو واقعنا اليوم، وكما سبق وذكرت يكمن التحدي في العجز عن رؤية هذا الواقع بوضوح. فإذا ما كنت جزءاً من قطاع قائم، أنت حتماً لا ترغب في رؤية أي تحول جذري. حين طُرحت سيارة تسلا، تجاهلها قطاع صناعة السيارات بأسره. وأصبحنا ندرك النتيجة. هذا الرسم البياني هو المفضل لدي حيث أنه خير تجسيد لهذا الواقع. يمثل اللون الأسود النمو الفعلي لقطاع الطاقة الشمسية.
وإلى اليمين، ترون ما يمكن وصفه بانفجار كلي. تمثل الخطوط الملونة تنبؤات أهم خبراء الطاقة في العالم من حيث مستقبل الطاقة الشمسية. وما ترونه هو كل نقطة على هذا المنحنى الأسي، فيما تسير توقعات الخبراء بشكل خطي. من منظور إدراكي، هم غير قادرين على رؤية ذلك. ومع مرور السنوات، تضاعف أداء سعر الطاقة الشمسية، فيما توقع خبراء الطاقة في العالم في السابق وصول السعر إلى مرحلة ثبات.
في العام 2018، توقعوا انخفاضه وكيف نصل إلى تلك المرحلة؟ نحن لا نحاول حصر هذه الحالة بقطاع الطاقة، حيث يتكرر الأمر عينه في كل قطاع ومجال. يعجز الخبراء المقيمون عن رؤية النمو الأسي، وكأن جهاز المناعة لديهم يمنعهم من رؤية هذا النمو. كل تلك عناصر تقود إلى موجة لا تصدّق من دمقرطة الابتكار، حيث تختفي كلفة المعلومات على مستوى مجال تلو الآخر. تحصلون على منتجات وخدمات جديدة تمثل تحولا جذريا للواقع الراهن.
نرى هايبر لوب، أحد ابتكارات إيلون ماسك، يستند إلى أسس ابتكار مذهلة من خلال هكذا نموذج. إليكم مثال عن هذه العقلية. في حديث مع إيلون حول هذا الموضوع، قلت له: "إيلون، إذا كنت تريد الذهاب من لوس أنجلوس إلى سان فرنسيسكو في غضون 20 دقيقة بسرعة 4000 ميل في الساعة."
وأضفت: "أنا حائز على شهادة في مجال الفيزياء. إذا ما زدت سرعة إنسان من صفر إلى 4000 وأعدته إلى درجة الصفر في غضون 20 دقيقة، ستتسبب بقتله على الأرجح." فأجاب: "هذه مشكلة بالفعل."
أنا أعتبره عائقاً، حيث أنني كنت لأوقف المشروع. فأجاب: "نعم، هذه مشكلة لا بدّ من حلّها." وها هم الآن آلاف رواد الأعمال يتبعون هذه العقلية، بلا توقف. فهم يتابعون السير نحو الأمام.
وهذه إمكانية مذهلة حيث أنها توفّر الكثير لعالمنا اليوم. بالمناسبة، منهجية إيلون ماسك بسيطة جداً، حيث أنّه يعاين ابتكار تكنولوجي يشهد نموّاً مُطردًا يتخيل مستقبل هذا الابتكار بعد 10 سنوات ومن ثم يقرر بناء شركة تعترض هذا المنحنى. الأمر بهذه البساطة. هذه هي مقاربته بغض النظر عن المجال سواء كان الروابط العصبية أو البطاريات، إلخ.
ولا بد من التوضيح بأن هذا المفهوم لا ينتمي إلى وادي السيليكون، إنه مفهوم يمكن تطبيقه في كافة أنحاء العالم. إليكم قرية صيد أسماك في فيتنام. تأتي سفينة كبيرة مرة شهرياً حاملةً الديزل لقوارب الصيد.
وتوقفت السفينة عن القدوم ولم يعد الوقود متوفراً لقواربهم. فاشتروا لوحات طاقة شمسية وأجروا بحثاً على الانترنت عن كيفية وصلها بالمروحة وابتكروا بالفعل ما يسمى بقارب يعتمد على الطاقة الشمسية. الكثير من الابتكارات الرائدة التي تعتمد على التكنولوجيا الخلاقة تولد في كافة أنحاء العالم.
يملؤنا هذا الواقع بالحماس حيث أنه بمجرد وصولهم إلى طائرات بلا طيار والتكنولوجيا الحيوية وكريسبر، ستصبح الأمور أكثر تشويقاً. هذه ثالث أسرع سيارة كهربائية في العالم يتم تصميم وبناء وهندسة ثالث أفضل سيارة كهربائية في العالم من حيث الأداء في سريلانكا، منشأ الابتكار في مجال صناعة السيارات. إذا كان الابتكار ممكناً في قرية يسكنها صيادي السمك، إذاً ممكن فعل أي شئ في أي مكان.
يعتمد الابتكار على العقلية التي تتبناها تجاه هذا الابتكار. تجاهل فيتاليك بوترين، تلميذ مدرسة في تورونتو يبلغ من العمر 18 سنة، أساتذته حين قالوا: "لا يمكن بناء هذا النوع من الشبكات." والنتيجة؟ وُلدت منظومة في إيثريوم بقيمة نصف تريليون دولار من العدم. لنختصر إذاً ما يحدث في العالم الآن.
لدينا تدفق هائل من التكنولوجيا الخلاقة في مجال تلو الآخر. نحن ننتقل من الندرة إلى الوفرة. ضغوطات هائلة من حيث الوقت. تتطور الأمور بسرعة هائلة. أنا أعتقد بأننا نركّز على ذلك في كثير من مؤسساتنا ومن الواضح أن معظم القادة غير مهيئين للتكيف مع ذلك، وبخاصة في الولايات المتحدة حيث أقيم حالياً. هم يحاربون هذه التحولات بلا توقف. كيفية التعامل معها هو السؤال الأساسي.
من منظور الشركات، في حال كنت تدير شركة، هذا القول المأثور من جاك ويلش أثار انتباهي بالفعل. قال: "إذا كانت القدرة على تبني التحولات التكنولوجية في شركتك أبطأ مما هو عليه في العالم الخارجي فأنت في عداد الموتى. السؤال الوحيد هو متى." في الشركات الكبيرة، علينا زيادة القدرة على تبني التحولات التكنولوجية.
فكروا في التالي، كل الحديث تقريبًا في الشركات الكبيرة يدور حول ما يحدث داخل الشركة. القليل جدًا منه يدور عما يحدث خارج الشركة. وعدم توافق المعوقات هذا يسبب مشكلة هائلة. وعادة عندما نحاول القيام بأي شيء خلاق في مؤسسة كبيرة أو بيئة نظام قديم نحصل على هذا النوع من الاستجابة.
أسميها استجابة الجهاز المناعي. سيأتون بأسباب عديدة تحول دون فعلك شيء ما. نحن سيئون للغاية في المنظمات الكبيرة في قول "نعم" للأفكار في كثير من الحالات.
لذلك نحاول التعامل مع هذا ونحاول التفكير في كيفية تطبيق هذا؟ وفي الكتاب الذي كتبناه قبل بضع سنوات قمنا بإعداد قائمة بأسرع الشركات نموًا في العالم واستخلصنا مجموعة من الخصائص، بدءًا بهدف تحولي هائل، خمسة عوامل خارجية مثل عدم توظيف Uber لسائقيها، واستخدام TED للمجتمع واستخدام غوغل للخوارزميات. ثم خمس آليات داخلية مثل المنهجية المرنة للشركات الناشئة، ولوحات التحكم في الوقت الفعلي، والمنظمات اللامركزية ، إلخ. هنا مثال جيد. هذه هي شركة Quasi الصينية للسيارات المستعملة.
إذا فكرت في السيارات المستعملة، ليس من الواضح كيف يمكنك إحداث تغير جذري في سوق السيارات المستعملة، أليس كذلك؟ ربما لديكم تطبيق أفضل. وربما يمكنكم دفع ثمن السيارة باستخدام تطبيق ما، أو أن يكون ثمة نظام يتم عبره توصيل السيارة إليكم. هم يذهبون في الواقع إلى شخص ما يريد بيع سيارة، ويسجّلون صوت المحرك، ثم يجرون التعلم الآلي على المحرك حتى يتمكنوا من معرفة ما إذا كانت هناك أية مشاكل في المحرك. يلتقطون مقاطع فيديو وصور، ويسعّرون السيارة في الوقت الحقيقي، ثم يعرضون على البائع ثمنًا أقل بنسبة 10%، ويحاولون بيع السيارة بثمن أعلى بنسبة 10%. هذه الشركة عمرها سبع سنوات. لقد استحوذوا على 80% من سوق السيارات المستعملة في الصين في غضون سبع سنوات.
يبيعون مليوني سيارة في الشهر. لذلك من خلال تطبيق هذه المبادئ، يمكنكم فتح آفاق جديدة لشركة قائمة إلى مستويات لا يمكن تصورها اليوم وبطريقة لم يكن من الممكن تصورها سابقاً. لنرى ما إذا كان هذا ينطبق على الشركات الكبرى، وصنفنا أكبر الشركات في العالم في قائمة Fortune 100، أو بالأحرى أكبر الشركات في الولايات المتحدة، من خلال مدى مرونة المنظمة وقابليتها للتكيف. وقمنا بوضع ترتيب تصنيفي لهذا. وتتبعنا العشرة الأوائل والعشرة الأواخر.
أيهم كان الأكثر استخدامًا لهذه الهياكل القابلة للتكيف، وأيهم كانت الأقل استخدامًا لها. في نهاية الأمر، خرجنا بنتيجة. أجرينا حسابًا لمدة سبع سنوات متتالية واكتشفنا أن الشركات العشر الأولى هي الأكثر مرونة وقابلية للتكيف في قائمة Fortune 100 فقط تتفوق في الأداء على العشرة الأدنى في كل هذه المقاييس. الأهم من ذلك، هو أن العائد للمساهمين كان أكبر بـ40 مرة بين العشرة الأوائل والعشرة الأواخر. هذا رقم مذهل.
لأنه بينما يصبح العالم الخارجي أكثر تقلبًا، فإن قدرتكم على التكيف ستحدد اتجاه القيمة السوقية. لدينا الآن مقياس واضح جدًا، ألا وهو أنه كلما كانت مؤسستكم أكثر قابلية للتكيف، كلما كان أداءها أعلى. لذلك عندما نفكر في المستقبل، لدينا ثلاثة اقتراحات رئيسية. رقم واحد، تبنّي الابتكار الخلاق لأنه المستقبل. لقد ولّى زمن الابتكار التدريجي.
ذلك شيء نفعله هنا وهناك، ولكن الابتكار الخلاق والقدرة على تبنّيه والبنية الداعمة له مهم للغاية. ثانيًا، يجب تنظيم وهيكلة منظماتنا بحيث تدعم التكيّف. وليس شركاتنا فحسب، وإنما دوائرنا الحكومية، ومنظماتنا غير الحكومية، ومشاريعنا المؤثرة، ومؤسساتنا، إلخ. وثالثًا، وربما الأهم، نحتاج إلى تغيير في طريقة تفكيرنا.
لأن المرء بحاجة إلى عقلية مختلفة تمامًا لذلك. سأعطيكم هذا المثال حول احتضان الابتكار الخلاق. تبلغ قيمة فنادق "ماريوت" اليوم 53 مليار دولار. لو أن "ماريوت" أطلقت TripAdvisor أو Booking.com أو Airbnb لكانت قيمتها السوقية الإجمالية أعلى بخمس مرات مما هي عليه اليوم. وسبب استخدامي لهذا المثال هو أن كل تلك الأفكار لإطلاق مشاريع شبيهة بـAirbnb وBooking.com كانت موجودة في أروقة ماريوت،
ولكن نظام المناعة أبى أن يسمح لها بالخروج لأنهم كانوا قلقين من أن ذلك قد يؤدي إلى القضاء على نموذج الأعمال القائم. لذا فإن الخوف على الأعمال التجارية الحالية ترك الكثير متاحاً ليستولي عليه الآخرون. لذا فهذه هي العقلية المذهلة الممكنة. لقد عملنا على حل هذه المشكلة وقمنا بالتوصل إلى حل مفتوح المصدر حيث أجرينا فعالية لمدة عشرة أسابيع في شركات كبرى لحل مشكلة الجهاز المناعي. لقد جربنا هذا مع شركة "بروكتر وغامبل"، ووجدنا طريقة لاختراق الثقافة على نطاق واسع. لقد فعلناها 60 مرة في مؤسسات كبيرة حول العالم.
وجعلنا الحل مفتوح المصدر، لأننا نعتقد أن كل منظمة في العالم تحتاج إلى المرور بهذه التجربة. كما أنشأنا منظمة غير ربحية للقيام بنفس الشيء في القطاع العام. لوجود نظام مناعي أكثر تعقيدًا في القطاع الحكومي. المصرفيون في صراع مع البيتكوين، و سيارات الأجرة في صراع مع أوبر كيف نتخطى ذلك؟ لذلك ابتكرنا.. وقمنا بمواءمة العملية. أجريناها العديد من المرات، وبالأخص مع عمدة ميامي.
وجزء كبير من الضجة الإعلامية التي حدثت بشأن ميامي سببها أننا أوضحنا كل المفردات المتعلقة بالعملات المشفرة والبيتكوين قبل عدة سنوات. ولهذا، أعتقد أنه هذه هي العقليات التي نحن بحاجة إلى التحلي بها من أجل المستقبل، والذي ينبغي أن يتمتع بها جميع أفراد مؤسساتكم، عقلية وفرة. عقلية أسّية، عقلية وثبات نوعية، وثم عقلية تنظيمية للاستفادة من ذلك.
سأترككم مع ثلاثة أمثلة توضح ماذا يمكن أن يحدث إذا استغللنا هذا. أطلقنا منافسة إكس برايز قبل عدة سنوات، ألا وهي جائزة وفرة المياه، والتي تمحورت حول التنافس على اختراع آلة يمكنها استخراج جزيئات الماء من الهواء بمعدل ألفي لتر كل يوم، وهو ما يكفي لسد حاجة قرية أو مبنى سكني، باستخدام مصادر الطاقة المتجددة فقط، بحيث لا تتجاوز التكلفة سنتين للتر الواحد. تحدّ كبير. هناك مليون قرية في جبال الهيمالايا والأنديز والجبال الأفريقية التي يمكنها الاستفادة من مثل هذه الآلة للحصول على مياه نظيفة. كل المدن الصحراوية. لقد قمنا بإطلاق هذه الجائزة. نحن نصمم مسابقات تستمر حوالي سبع أو ثماني سنوات لإعطاء الفرق الوقت الكافي للتشكّل.
بعد سنتين من البدء فيه، ظهر فريق و صرحوا بأنهم صنعوا آلة. اختبرناها، ومنحناهم الجائزة. الآن، يمكننا أن نوفر مياه نظيفة في أي مكان في العالم. ويمكن أن تكون هناك فرصة عظيمة للإمارات العربية المتحدة بتسويق مثل هذه التقنية و إنشاء صناعات تصديرية تحتاج ملايين من هذه الآلة حول العالم. المثال الثاني، التقيت برئيس وزراء سريلانكا قبل عام.
و أخبرني بأنهم كانوا على وشك إجراء تحديث للموانئ بميزانية قدرها نصف مليار دولار، وذلك بسبب نمو مدينة كولمبو المتزايد، إلخ. كانوا ينفقون مبالغ ضخمة لتطوير الموانئ ويقترضون المال للقيام بذلك. فقلت له: "اسمع…" أجريت عمليتين حسابيتين على ظهر مغلف، وقلت له: "متوسط وزن الحاوية 10 آلاف كلغم.
يمكن لطائرة بدون طيار اليوم أن تحمل 600 كلغم، ولكن قدرة حمل هذه الطائرات بدون طيار تتضاعف كل تسعة أشهر. وهذا يعني أنه بعد ثلاثة مضاعفات، يمكن للطائرة بدون طيار أن تحمل 2400 كلغم، و الآن لديك 4 طائرات بدون طيار يمكن لكل منها حمل طرف من أطراف الحاوية. وبهذا لن تحتاج إلى ميناء أصلًا."
كانوا سيقترضون نصف مليار دولار ويغرقون الشركة في الديون، بينما كان بإمكانهم أن ينتظروا حلول التكنولوجيا. حتى أن التكلفة التشغيلية لهذا أقل من تكلفة ميناء عادي. كما أن هناك صناعة تصديرية أخرى ممكنة جدًا. و سأختم بهذا المثال الأخير، وهي هذه اللبادة التي تم تطويرها من قبل شركة تدعى Wellways. هذه النقاط التي ترونها على اللبادة هي مستشعرات صغيرة للحرارة. وهي مصممة للكشف عن سرطان الثدي.
إذا، سترتدي المرأة هذه في المنزل لمدة 10 دقائق ثم ستلتقط صورة لها، ستقوم بقياس درجة الحرارة بشكل دقيق جدًا. اتضح أن فعالية هذه الطريقة أفضل بنسبة 80% في الكشف عن سرطان الثدي من صورة الصدر الشعاعية وتكلفتها 20 دولار تقريبًا. وهي معتمدة من هيئة الغذاء والدواء وتم اختبارها بالكامل وطرحها في السوق. يمكننا القضاء على سرطان الثدي على مستوى العالم من خلال توزيع هذه فقط. ولكن لفعل ذلك، نحتاج إلى عقلية مختلفة.
علينا محاربة الجهاز المناعي في الشركات القائمة ومؤسساتنا وأنظمة الرعاية الصحية لنتمكن من تحقيق هذا. والتحدي الذي أرى أن العالم يواجهه هو أنه بالرغم من وجود كل هذه الإنجازات الابتكارية المذهلة إلا أننا نواجه صعوبات اجتماعية ضخمة في تنفيذها. لذا سأعطيكم اقتراحًا واحدًا فيما تفكرون في عودتكم إلى مؤسساتكم وما يمكنكم فعله. قبل حوال 10 سنوات، أدركت شركة أمازون أنه في أي مؤسسة كبيرة من السهل للغاية أن تقول "لا" لفكرة ما. إن رفض واحد من بين كل 20 شخص فكرة ما، فإن الفكرة توأد. لذلك، توصلوا إلى تبني مبادرة جديدة، مبادرة "نعم" المؤسساتية لشركة أمازون.
فإذا أتيت لي بفكرة في أمازون، لا يُسمح لي برفضها. يجب أن يكون ردي التلقائي هو "نعم". إذا أردت أن أرفض فكرتك، عليّ أن أشرح لماذا هي فكرة سيئة في وثيقة مكونة من صفحتين، وأنشرها علنًا ليقرأها الجميع. أي أنهم جعلوا رفض فكرة ما يولد خلافًا وإحراجاً، ما يعني زيادة عدد الأفكار المُجرّبة والمُختبرة بالكامل. وقد غيّر هذا الشركة بالكامل.
إحدى نتائج هذه السياسة كانت خدمات أمازون السحابية، والتي لا علاقة لها باستراتيجيتهم الأساسية. لم يتمكن أحدهم من معرفة كيف يرفضها. الآن، تدّر خدمات أمازون السحابية 75% من أرباح أمازون عالميًا، كما أنها أحد أنجح المنتجات على الإطلاق. إذًا، اقتراحي لكم عندما تعودوا لفرقكم هو أن تطبقوا هذه الفكرة داخل شركاتكم ومؤسساتكم ودوائركم الحكومية ثم راقبوا النتائج. لأنه عندما تمنعون الناس من قول "لا"، فجأةً، تتقبلون الاحتمالات بصدر رحب. انا متحمس كثيرًا لما يحدث في دول مثل دولة الإمارات العربية المتحدة.
لأنني أرى... كنت أتحدث للتو إلى خليفة حول كيفية تطوير الهياكل القانونية بحيث تركز على المستقبل. برأيي توجد دولتان فقط في العالم تفكران في المستقبل بطريقة صحيحة. تفعل سنغافورة هذا الأمر بطريقة سيئة، أنتم تفعلونه بطريقة أفضل بكثير. لأن جميع السياسات العامة على مستوى العالم تقريبًا توضع بشكل تفاعلي ودفاعي.
وبقيامنا بذلك بصورة استباقية وقول إننا نعلم كيف سيبدو المستقبل، فإننا سنواجه تلك المنعطفات ونخلق إمكانات مذهلة. وهكذا، أشكركم على استضافتكم لي، وأتمنى لكم إفطارًا شهيًا عند عودتكم. سرني وجودي هنا معكم كثيرًا. وعودة إليك يا خليفة. شكرًا لكم.
شكرًا لك على هذه المحاضرة المشوقة. ربما يتوجب على أن ألقي الضوء على بعض النقاط وأسألك عن العمل الرائع الذي قمت به. لقد ذكرت أن العديد من الشركات التي تتبعتها كانت شركات خاصة، وهذا شيء عظيم. وقد يتساءل المرء عن كيفية استغلال تلك المعرفة في القطاع العام؟ ما توصلنا إليه هو أننا نفهم جيدًا الآن كيف نتبنى تلك الأفكار في الشركات الكبيرة. حيث تقوم بابتكار خلاق عند الحافة، وتكسر استجابة الجهاز المناعي، وإذا نجح أمر ما عند الحافة، لا تعيده إلى الداخل مرة أخرى، لأنه لن يكون مناسبًا. إذا كان خلاقاً بحق، لن يكون مناسبًا. تخلق نسخة فرعية منه أو تجعله يصبح مركز الثقل الجديد.
أطلقت نستله "نسبرسو" كتفرّع من منتجها الأصلي، وقد حققت نجاحًا ساحقًا. ولكن الآن، نشهد نفس الشيء يحدث في القطاع العام، حيث يتبنى الناس هذه الأفكار. كنت أتحدث إلى وزير المحيطات في موريشيوس، وكان يستخدم هذا النموذج لإدارة وزارته بأكملها. ووجدنا حوالي ثلاثين دولة حول العالم تطبق هذه الأفكار في بيئات القطاع العام والحكومات، لأن تلك هي الأهداف الطبيعية الضخمة لخدمة المواطنين.
وهذا أمر طبيعي، وإذا كان بإمكانك إضافة عقلية استغلال الذكاء الاصطناعي والتفكير المجتمعي وبعض التقنيات التنظيمية الجديدة. ما حدث بشكل أساسي هو أننا حولنا التصميم المؤسسي إلى تكنولوجيا، والذي يتوسع الآن بشكل سريع جدًا. عظيم! تمكنتم من إشراك القادة وتنفيذ التغيير. كيف تستمرون في التعامل مع تجنب المخاطرة في المنظمات؟ تُصمم المؤسسات الكبيرة لتحقيق الكفاءة والقدرة على التنبؤ.
إذا كنت شركة مثل شركة يونيليفر فأنت تحاول تقديم نفس قطعة الصابون في مليون مكان حول العالم، أو همبرغر ماكدونالدز، والذي أعتقد بالمناسبة أنه طعام مطبوع بالأبعاد الثلاثية. عندما تنظر إلى شيء مثل ما يحدث اليوم، نحتاج إلى أن نكون مصممين من أجل أن نكون قادرين على التكيف والمرونة والرشاقة والسرعة. وتحتاج إلى كسر ذلك الجهاز المناعي.
وما نرى الشركات الكبرى تفعله هو أنها تتبنى ذلك الهدف الضخم. ولذا، على سبيل المثال، بول بولمان، الرئيس التنفيذي لشركة يونيليفر، أمر كل علامة تجارية بعد قراءة الكتاب بتبنّي هدف تحويلي ضخم. والآن أصبحت العلامات التجارية الخمس الأكثر ربحية هي الأكثر تحفزاً لتحقيق أهداف معينة. ولذا، فهذه فرصة هائلة. وما يحدث بعد ذلك هو أنك تأخذ طبيعة الحوار داخل الشركة إلى خارج الشركة، وتفكر في كيفية تقديم ذلك إلى العالم؟ وهذا يتخلص من الكثير من السياسة المعوّقة للتقدم ويحل الكثير من مشاكل هذا الجهاز المناعي. هذا رائع.
وهكذا، إذا تعمقنا قليلاً وتطرقنا إلى درجة أعمق في هذا الشأن، ماذا عن تطبيق ذلك على أرض الواقع، الناس القائمين على واقع الأمر كيف يجب أن يغيروا سلوكهم؟ هنا تصبح القدرة على التكيف أمرًا ضروريًا جدًا. في ماضينا، الطريقة التي كنا ندير بها القيادة، كنت سأقضي عشر سنوات في سلسلة التوريد في BMW، وكنت سأصبح جيدًا حقًا في الحصول على قطع الغيار من أماكن مختلفة وبلدان مختلفة، واعتمدت في قيادتي على حدسي بشأن طريقة عمل مجالي. اليوم ولأن العالم يتغير بسرعة كبيرة، كلما زادت خبرتك، كلما قلّت فائدتك. الآن، نحتاج إلى أن نكون مستندين إلى الأدلة، نحتاج إلى إجراء الكثير من التجارب بدون توقف، ثم بناءً على نتائج تلك التجارب، تقرر ما عليك فعله. سأستخدم أمازون كمثال مجدداً.
لكل فريق داخل أمازون يسألون السؤال: "كم عدد التجارب التي أجريتها خلال هذا الربع من العام؟" "كم تجربة منها نجحت؟ وكم تجربة فشلت؟" إذا كنت لا تجري تجارب كافية ولا تفشل بشكل كافٍ، فستتأثر علاوتك، لأن عليك أن تكون دائم التعلم. وهذا أيضًا يولد شعورًا كبيرًا بالسلام الداخلي حول الابتكار الجذري الخلاق، حيث يجب أن تكون على استعداد للفشل، لأنك إذا حاولت شيئًا جذريًا، فإن فرصتك في الفشل ترتفع. لأننا اليوم نستطيع أن نقوم بعملية بحث وتطوير جريئة وبتكلفة منخفضة جدًا، يمكننا الآن تجربة أفكار جذرية بتكلفة منخفضة للغاية. والتوصية التي لدينا للمؤسسات الكبيرة هي أن يكون لديهم مجموعة من التجارب الصغيرة التي تُجرى على الحافة بدون توقف، ثم تموّل شيئًا ما إن يبدأ في إظهار النجاح. وهكذا تصبح تقريبًا مثل محفظة رأس مال استثماري كمنظمة كبيرة أو كإدارة حكومية كبيرة. ويوجد شيء أراه بحماس كبير هنا، وهو أنكم تُجرون التجارب في الحكومة بطريقة لا يفعلها معظم الناس.
ربما لدينا الوقت لسؤال واحد أخير! منذ كتبت الكتاب، أنا متأكد من أنك حصلت على الكثير من الخبرات في تنفيذ هذه التجارب على أرض الواقع. إذا حاولت القيام بها مرة أخرى أو راجعتها، فما الذي ستغيره؟ ما الذي كنت سأغيره في الكتاب؟ كنت سأود التأكيد على الهدف الضخم أكثر مما فعلت. فلقد وجدنا أنه أمر ضروري للغاية بالنسبة لمنظمات المستقبل. ثانيًا، كنت سأقوم بإنشاء صندوق استثماري بناءً على هذا الأساس لأنني كنت سأجني الكثير من المال إذا استثمرنا في هذه الهيكلية في الماضي.
الشيء الثالث هو الاعتراف بالتصميم المؤسسي الآن كتكنولوجيا. لأننا نشهد تفشيًا هائلاً في التصميمات المؤسساتية، dowz ،red3. على سبيل المثال أنا متحمس للغاية بشأن أخذ تصميم مؤسسي نموذجي، والآن يمكنك إضافة اقتصاديات العملات المشفرة إليه. وتقنيات الويب 3 مثل NFT (الرموز غير القابلة للاستبدال) التي تسمح لك بإدارة مجموعة كبيرة من الأشخاص بطريقة مبرمجة.
كل شيء ممكن، وليتنا رأينا ذلك واعتنقناه سابقًا. لقد انتهيت مؤخرًا من إعادة كتابة الطبعة الثانية من الكتاب لأن ظهور الرموز غير القابلة للاستبدال قد غير قوانين اللعبة تمامًا. فمثلاً إيثيريوم، نصف تريليون دولار، لكن العديد من سلاسل الكتل الأخرى هي منظومات بقيم تقدر بـ20 و 30 و 40 و 50 مليار دولار فقط عن طريق إدارة اقتصاديات العملات المشفرة بفعالية. شكرًا.
أود أن أنهي جلستنا اليوم بثلاث دروس مستقاة رئيسية. أولاً، التكنولوجيا تنمو بشكل مطّرد وبدأت في التقارب. وهذا التقارب يقود إلى عدد كبير من الابتكارات. المنظمات والمؤسسات تشهد تغيرات جذرية بسبب هذا النمو.
وهنا تكمن الفرصة لنا لإعادة تنظيم أنفسنا لتسخير هذا التغيير بدلاً من مقاومته. وأخيرًا، الوفرة وليس الندرة يمكن أن تكون هي الطريقة التي نواجه بها تحديات اليوم والغد. والآن أود أن أتقدم بالشكر إلى صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان على استضافة هذه المحاضرة والشكر للسيد سليم إسماعيل على هذا الكم الوفير من المعلومات المستنيرة، وكذلك لضيوفنا الكرام والجمهور على وقتهم الثمين. الآن أود أن أدعو صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان والدكتور سعيد والسيد بينغ للصعود إلى المسرح لتشريفنا بالتقاط صورة جماعية.
And peace and blessings be upon you.
2022-05-03 04:26